Résumé:
جاء الاهتمام بالجغرافيا الاقتصادية بعد تعدّد مطالب الإنسان، وانقسام العالم إلى تكتلات اقتصادية، تسعى كل منها إلى توفير احتياجاتها سواء من الموارد المحلية أو من الموارد الخارجية، خاصة بعد ازدياد عدد السكان في جهات متعددة من العالم، مما ساعد على كثافة الأنشطة الاقتصادية وحركة التجارة الدولية للسلع والمنتجات المختلفة، غير أن توافر المصادر الطبيعية هو من أهم الأسس التي يجري بموجبها توزيع النشاط الاقتصادي والسكان.
وتعتبر الجغرافية الاقتصادية أكثر فروع الجغرافية البشرية وضوحا وتحديدا، وأوسعها ميدانا وأغناها مادة، وهي تتناول بالدراسة موارد الثروة الاقتصادية في أقاليم العالم المختلفة، من حيث الإنتاج والاستهلاك والتسويق من وجهة نظر جغرافية، تتلخص في التوزيع والربط والتعليل، أي دراسة المشكلات المتعلقة بتوزيع ظواهر النشاط الاقتصادي على سطح الأرض، وعلاقته بالطبيعة، كما تتناول موارد الثروة الاقتصادية والطبيعية والبشرية من حيث إنتاجها وتوزيعها واستهلاكها، مع التركيز على تحليل وتعليل نظم التوزيع المختلفة ودراسة العوامل التي تؤثر فيها من مناخ وتربة ووسائل ري وصرف وطرق نقل ويد عاملة، وفي ظلّ تلك المعطيات وضعت هذه المطبوعة التي تقع في خمسة فصول، وتحتوي على اثني عشرة محورًا، خصص الفصل الأول منها كمدخل إلى الجغرافية الاقتصادية متضمنًا مراحل تطورها ، ماهيتها، علاقاتها بالعلوم الأخرى، موضوعاتها ومناهجها المتبعة في البحث، وتناولنا في المحور الثاني من هدا الفصل الفضاء الاقتصادي، خصائصه والأهداف الجنوبية للدول العظمى. أما الموارد الطبيعية توطنها ورهاناتها والأنشطة الاقتصادية وأساليب تفسيرها فتضمّنها هذا المقرّر في الفصلين الثاني والثالث على التوالي. وأما الواقع والمأمول لقطاع الخدمات الذي يكمل هذه الأنشطة الاقتصادية فخصص له الفصل الرابع من هذا المقرر، ونختم بفصل خامس يتضمن الجغرافيا الاقتصادية ومستجدات الاقتصاد العالمي ممثلة خصوصا بمظاهر العولمة الاقتصادية والسياسية لهابعد تقديم مفهومها، تعريفها ونشأتها. وقد تم تدعيم هذا المقرر بعدد من الأشكال لتسهيل استيعاب موضوعاتها المختلفة.